«من لينين إلى بوتين ».. نصف قرن من «المد والجذر» فى الشرق الأوسط
نشرت بواسطة: admin
في Uncategorized
نوفمبر 15, 2018
575 زيارة
أصدرت المؤسسة المصرية الروسية للثقافة والعلوم بالتعاون مع دار نشر أنباء روسيا كتاباً جديداً تحت عنوان «من لينين إلى بوتين: روسيا فى الشرق الأوسط والأدنى» للمستشرق الروسى المعروف ألكسى فاسيليف الذى يترأس معهد آسيا وأفريقيا التابع لأكاديمية العلوم الروسية، وقدم له دراسة تحليلية وقراءة نقدية الكاتب «أحمد بهاء الدين شعبان» الكاتب ورئيس الحزب الاشتراكى المصرى.
يعتبر كتاب «من لينين إلى بوتين: روسيا فى الشرق الأوسط والأدنى» ثمرة تاريخ طويل امتد لنصف قرن قضاه المؤلف فى دراسة منطقتى الشرق الأوسط والأدنى، وفى إجراء تقييم موضوعى وبعيد عن الأحكام المسبقة للأهداف والأساليب والوسائل التى انتهجتها موسكو فى سياستها الخارجية، وما حققته من انجازات حقيقية، وكذا لحظات الفشل والخطأ فى الحسابات التى ارتكبتها فى تلك المنطقة من «العالم الثالث»، شديدة الأهمية بالنسبة لروسيا سواء السوفيتية أو ما بعدها.
وتلك هى المرة الأولى فى دراسات علم التأريخ التى يتم فيها تناول عملية اتخاذ القرارات داخل الكرملين تجاه منطقة الشرق الأوسط بالبحث والدراسة والتحليل. ويحتوى الكتاب على معلومات تنشر لأول مره حول أزمة السويس 1956 والحروب العربية الإسرائيلية عامى 1967 و1973 وحرب الخليج 1991 والتدخل السوفيتى فى أفغانستان وسياسة موسكو تجاه إسرائيل.
كما يتناول الكاتب بالتحليل الخطوات البرجماتية التى تنتهجها القيادة الجديدة فى روسيا فى إطار مكافحه الإرهاب وتدخل قوات التحالف فى كل من العراق وأفغانستان وكذا تجاه «الربيع العربي» والأزمة السورية. ويثبت الكاتب بالأدلة أنه لم يعد هناك مكان لدور رسول السلام فى السياسة الروسية، كما أن المكون البراجماتى أيضا فى تلك السياسة ليس بلا حدود.
ويتناول كتاب «من لينين الى بوتين – روسيا فى بلدان الشرق الأوسط والأدنى» استعراضا للتطور التاريخى للعلاقات بين الاتحاد السوفيتى ومن بعده روسيا والعالم العربى وتركيا وإيران وأفغانستان منذ عشرينيات القرن الماضى وحتى اليوم.
يمثل الكتاب الذى بين أيدينا أهمية كبيرة نظرا لكونه يطرح رؤية جديدة للوضع فى الشرق الأوسط والأدنى لم يسبق أن طرحت فى الأدبيات العربية. وترجع أهمية الكتاب أيضا إلى السمعة التى يحظى بها مؤلفه المستشرق الكبير ألكسى فاسيليف الأكاديمى الكبير وأفضل المستشرقين الروس دراية بالوضع فى المنطقة ومتابع لتطور العلاقات بين روسيا وبلدان العالمين العربى الإسلامى كما أن مؤلف الكتاب يعد من المقربين من دوائر صنع القرار فى روسيا خلال العقود الخمس الماضية ولذا تتسم أحكامه واستنتاجاته بالكثير من المصداقية وتجدر الإشارة إلى أن ألكسى فاسيليف قد كرس ستين عاما من حياته لدراسة قضايا الشرق الأوسط منذ التحاقه بمعهد موسكو الحكومى للعلاقات الدولية ودراسته بجامعة القاهرة وعمله فى منطقة الشرق الأوسط مراسلا صحفيا لصحيفة «برافدا»، علاوة على رئاسته لعقود لمعهد آسيا وأفريقيا التابع لأكاديمية العلوم الروسية، ناهيك عن الزيارات المستمرة للمنطقة فى السنوات الأخيرة سواء كان بشخصه أو بصفته الاستشارية مرافقا للوفود الرسمية الحكومية لبلاده ويبلغ عدد مؤلفات الكاتب أكثر من 40 كتابا ومئات المقالات التى تم ترجمتها الى 15 لغة عالمية. ومن أهم مؤلفاته «تاريخ العربية السعودية» و«إفريقيا وتحديات القرن الحادى والعشرين»، «جسر البوسفور» «مصر والمصريون». وقد أثنى سياسيون كبار من أمثال يفجينى بريماكوف والأمين العام للأمم المتحدة بطرس غالى على المؤلف وكتاباته.
تمتد الحقبة التاريخية التى يتناولها كتابنا لمائة عام من العلاقات بين روسيا وهذه المنطقة حيث تحولت السياسة الروسية من الرومانسية الرسولية الى البراجماتية الصارمة: أزمة السويس 1956، الحروب العربية الإسرائيلية 1967 و1973، الحرب فى الخليج العربى 1991، التدخل السوفيتى فى أفغانستان وسياسة موسكو تجاه إسرائيل ويقدم الكاتب تقييما موضوعيا ونزيها للأهداف والمناهج والسبل التى تستخدمها موسكو فى سياستها الخارجية وإنجازاتها وإخفاقاتها فى المنطقة. كما يقوم بتحليل الخطوات البرجماتية للقيادة الروسية الجديدة فى إطار مكافحة الإرهاب والتعامل مع تدخل الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها فى أفغانستان والعراق وتجاه أحداث الربيع العربى والأزمة السورية.
ويمكن القول بثقة إنه لم يسبق أن تطرق أى من الباحثين من الجانبين إلى تتبع التطور التاريخى للعلاقات العربية الروسية، عبر قرن من الزمان. ويرجع السبب فى ذلك إلى أن كثيرًا من الوثائق والأسرار لم يتمّ الكشف عنها إلا منذ سنوات قليلة.
ويمثل الكتاب مرجعًا فى تاريخ العلاقات بين روسيا والشرق وهو بذلك يمثل أهمية للباحثين فى التاريخ والعلوم السياسية الروس والعرب وكذا لدارسى الثقافة الروسية والمهتمين بالشأن الروسى عموما ومما عرض له الكتاب جذور العلاقات بين روسيا وبلدان الشرق الأوسط والأدنى وأسباب اهتمام روسيا بهذا الجزء من العالم. ويتوقف المؤلف عند تطور العلاقات بين الجانين أثناء الحرب العالمية الثانية. وتطور العلاقات فى عصر خروشوف ويكشف عن أسرار جديدة فى العلاقات بين الاتحاد السوفيتى ومصر والعلاقات الروسية الشرق أوسطية فى عصر بريجينيف فى ظل بوادر انهيار الاتحاد السوفيتى. كما عرض للعلاقة بين الاتحاد السوفيتى والحركات والتنظيمات والأحزاب اليسارية والشيوعية فى الشرق الأوسط والأدنى والعلاقات بين الاتحاد السوفيتى وبلدان شبه الجزيرة العربية وتطور العلاقات بين الاتحاد السوفيتى وبلدان الشرق الأوسط والأدنى فى فترة ما بعد بريجينيف وحتى تولى جورباتشوف الحكم وأزمة أفغانستان والتدخل العسكرى السوفيتى وهزيمة السوفيت التى عجلت بانهيار الإمبراطورية الشيوعية بالكامل وتطور العلاقات فى عصر ميخائيل جورباتشوف وانتهاء عصر الثنائية القطبية وبداية الهيمنة الأمريكية على العالم والعلاقات بين الاتحاد السوفيتى وكل من فلسطين وإسرائيل ودور موسكو فى التسوية الشرق أوسطية وصولا إلى غروب شمس الإمبراطورية السوفيتية والدور الذى لعبته فى اخر أيامها فى أزمة الخليج والضعف الذى أصاب روسيا فى التسعينيات، وتأثير ذلك على السياسة الخارجية الروسية فى منطقة الشرق الأوسط والأدنى وبداية عودة روسيا الى المنطقة بعد استعادة قدراتها الاقتصادية ونفوذها السياسى تدريجيا.
كما تناول المؤلف ثورات الربيع العربى وتعامل موسكو معها ورؤيته الخاصة لمستقبل هذه الثورات والأزمة السورية وجذورها والجهود الروسية المبذولة لحلها وفى الفصل الخامس عشر يتحدث عن الصراع الدائر حاليا للسيطرة والصراع على النفوذ فى المنطقة والتدخل العسكرى الروسى فى سوريا كما إزدان الكتاب بمادة حوارية غنية،إذ قام المؤلف بإجراء لقاءات صحفية مع العديد من رجال الدولة فى العهود السابقة بوصفهم أحد مستويات الحقيقة، وكذا لقاءات مع بعض ممن تبقوا فى السلطة، والذين وافقوا على عقد لقاءات مماثله ومن هؤلاء السيد د.ت.شيبيلوف صاحب الستة والثمانين عاما والذى سلم التحذير النووى الصاروخى الشهير فى الخامس من نوفمبر عام 1956م إلى سفراء كل من بريطانيا وفرنسا وإسرائيل أثناء العدوان الثلاثى وقد أتاحت له الزيارات المتواصلة إلى بلدان المنطقة واللقاءات مع المسؤولين الغربيين والعرب أن يستشعر جيدا نبض تلك السنوات، إذ يتضمن الكتاب الكثير من الانطباعات عن زياراته الى مصر وسوريا والإمارات العربية المتحدة وعمان وغيرها ويكشف الكتاب عن الكثير من الأسرار والكتاب هام للباحثين فى الشأن الروسى والمستشرقين والعاملين فى حقل السياسة الدولية والمهتمين بسياسة روسيا فى الشرق الأوسط والأدنى.
قام بترجمة الكتاب الى اللغة العربية الدكتور محمد نصر الدين الجبالى الأستاذ ورئيس شعبة اللغة الروسية بكلية الألسن، وتصدر طبعته العربية عن دار نشر أنباء روسيا والمؤسسة المصرية الروسية للثقافة والعلوم متزامنة مع صدور الكتاب باللغة الروسية.
للإطلاع على مصدر الخبر:
https://www.almasryalyoum.com/news/details/1341367
2018-11-15